هل الربح أهم للمشروع أم السيولة النقدية؟

هل الربح أهم للمشروع أم السيولة النقدية؟

June 2, 2025

ليس كل إيراد للمشروع  يعتبر ربحاً ، وليس كل ربح يجب أن يكون ملموساً أو متوفراً في البنك!

معظم رواد الأعمال والتجار يخلطون بين مفهوم الربح ومفهوم النقد، ويتساءلون أيهما أهم للمشروع، وهل صافي الربح المؤشر المناسب لتقييم المشروع أم قائمة التدفق النقدي ؟!

 

في هذا المقال هدفنا إزالة الإشكال وتوضيح الفرق بين صافي الربح وبين التدفق النقدي.

ما هو التدفق النقدي(Cash Flow) وماهو الربح (Profit)؟!

مصطلح التدفق النقدي يتكرر كثيراً في عالم المال والأعمال، وهو مؤشر مهم في التقارير المحاسبية، ويهتم بكل حركة نقدية تدخل للمشروع أو تخرج منه، بمعنى أنه يعتبر مؤشر على حجم السيولة النقدية في المشروع .

التدفق النقدي مهم لمعرفة قيمة السيولة المالية النقدية المتوفرة في المشروع، والتي تساعد المشروع في دفع المصاريف بمختلف أنواعها، ودون توفر السيولة فإن المشروع سيواجه مشاكل كبيرة .

أما مصطلح " الربح " بشكل عام يعني المكسب أو الفوز، ولكن في مجال المال والأعمال فإنه يعني صافي المكاسب الفائضة التي حققها المشروع بعد طرح كل النفقات من إجمالي الإيرادات حسب المعادلة التالية.

صافي الربح = إجمالي الإيرادات - إجمالي المصاريف

معرفة قيمة صافي الأرباح في المشروع مهمة، حيث إنها تعتبر مؤشر مالي يساعد في معرفة مسار المشروع ومدى تحقيق الأرباح على المدى البعيد.

ما الفرق بين الربحية (Profit) والنقد (Cash)؟

تَمتلك بضاعة في متجرك وبعتها بالاّجل لأحد التجار الذين تعرفهم، برأيك هل هذه المبيعة جلبت أموالاً للمشروع أم حققت ربحاً؟! 

مهما كان مشروعك، فإنه سيمر بمثل هذه الحالة المشابهة وإجابتنا هنا ستوضح الفرق بينهما بشكل عملي وواقعي ليتضح أكثر.

في حركة البيع التي وردت في المثال بالأعلى، لم يدخل للمشروع أي نقد مقابل بيع البضاعة وبالتالي فإن قائمة التدفق النقدي لم تتأثر بهذه البيعة، بمعنى آخر، لم يحصل صندوق المشروع  أو حساب البنك على أي مبلغ.

و أيضا لم تحقق ربحاً ملموساً حتى لحظة البيع، لأنه لم تطرح جميع النفقات والتكاليف التشغيلية منه، ولكن المخزون نقص فعلياً و زادت المبيعات على الورق.

ولكن عندما يأتي موعد سداد هذه البضاعة نقداً فإن السيولة النقدية (قائمة التدفق النقدي) تزيد بقيمة البضاعة ولكن لا يمكن احتساب الأرباح مباشرة إلا بعد طرح جميع المصاريف في نهاية الفترة.

ما نقصده هنا، أن قائمة التدفق النقدي توضح الحركات النقدية الداخلة للمشروع والتي نسميها الإيرادات والحركات النقدية الخارجة التي نسميها المصاريف، وهذه القائمة تساعد في فهم ومعرفة حجم النقد للمشروع ومدى قدرته على سداد المصاريف اليومية أو الشهرية.

أما الربح يتم احتسابه من خلال قائمة الدخل التي تجمع كل المصاريف وتطرحها من الإيرادات، وهناك مستويات متعددة تُفصل وتُفكك مصطلح الأرباح، سنذكرها سريعاً بدون تفاصيل، فهناك ربح يسمى: 

  • الربح الإجمالي (Gross Profit): وهذا ناتج طرح تكلفة البضاعة المباعة من المبيعات .
  • الربح التشغيلي (Operating Profit): وهذا يكون ناتج طرح نفقات التشغيل من الإيرادات .
  • صافي الربح  (Net Profit): وهذا يكون بعد طرح الضرائب واقتطاعات الزكاة وعمولات البنك من الربح التشغيلي

 وهذا يعني أن مصطلح الأرباح يتفرع وينقسم ليصل في النهاية الى ما يسمى صافي الربح ، بمعنى أن كل رقم في كل مستوى له فائدة وطريقة قراءة، ويعتبر مؤشر يمكن أن يستفيد منه أصحاب القرار والمدراء الماليين و التنفيذين والمستثمرين في اتخاذ عدة قرارات مهمة.

هل كل تدفق نقدي داخل يعتبر ربحاً ؟!

بعض التجار وأصحاب المشاريع يعتقدون أن كل إيراد يدخل للمشروع نتيجة المبيعات أو تقديم الخدمات هو بمثابة ربح صافي، وهذا اعتقاد خاطئ ومن واجبنا توضيحه. 

في الواقع لا يعتبر كل إيراد للشركة بمثابة ربح، ولكنه يصنف بأنه مبلغ نقدي نتيجة عملية بيعيه مباشرة أو نتيجة نشاطات أخرى يعمل بها المشروع.

لذلك يتم احتساب الأرباح بعدة طرق وعلى فترات مختلفة، وفي بعض الفترات يظهر فيها المشروع بأرقام تدل على الخسارة،  وأيضاً يحدث العكس بحيث يظهر المشروع بأنه يحقق ربحاً، إليك مثال يشرح ذلك:

إذا افترضنا أنك تبيع منتج بسعر 100 ريال وكانت تكلفته  90 ريال ، وبعت منه في النصف الأول من العام 1000 قطعة فهذا يعني أنك حققت إجمالي مبيعات بقيمة 100,000 ريال. 

حسب ما يظهر من معطيات في المثال فإنك حققت إجمالي ربح قيمته 10,000 ريال، هذا الرقم ناتج من طرح سعر البيع من تكلفة المنتج ثم ضرب الناتج بعدد القطع (100-90=10) 

لاحظ نحن الى الآن لم نصل الى مصطلح صافي الربح، لأنه يأتي بعد طرح جميع المصاريف البيعية والتشغيلية والإدارية.

إذا نظرنا للمشروع من هذه الزاوية فقط، فإنه يحقق ربحاً، ولكن للوصول الى صافي الربح الحقيقي والفعلي، يجب طرح جميع المصاريف من إجمالي الإيرادات. بعد ذلك يمكننا القول هل المشروع يربح أم يخسر.

هنا تظهر أهمية المحاسبة والإدارة المالية للمشروع، حيث أن صاحب المشروع الذي يملك أرقاماً وسجلات نظامية وقوائم مالية تلخص له حركات ونشاط المشروع، يستطيع معرفة مسار مشروعه بشكل منظم وواضح.

خلاصة القول، كل إيراد (تدفق نقدي داخل) لا يعتبر ربحاً ، ولكن كيف يمكن قياس أثر هذا الإيراد على المشروع  إذا لم يحقق ربحاً؟ وهل تحقيق الربح مهم لاستمرارية المشروع أم النقد هو الذي يحدد مسار المشروع؟

هل الربح أفضل للمشروع أم النقد ؟

الإجابة المباشرة هي أنه كلاهما مهم للمشروع ولا يمكن الإهتمام بمؤشر الربحية وتجاهل مؤشر السيولة النقدية. 

إدارة النقد من خلال قائمة التدفق النقدي تؤثر بشكل كبير على نسبة الربحية، من خلال الجدول التالي ستعرف أهمية كل منهما للمشروع : 

الخلاصة : 

  • الربح ضروري للازدهار والنمو والاستدامة على المدى الطويل للمشروع.
  • النقد يعتبر الوريد الأساسي لبقاء المشروع على قيد الحياة .

ملخص المقال: 

يمكن تشبيه الأرباح بالبوصلة التي يعتمد عليها أصحاب المشاريع للتأكد من أنهم يمشون بالاتجاه الصحيح، أما السيولة النقدية فهي الوقود الذي يُمكنهم من الاستمرار في السير الى الإتجاه الصحيح في مشروعهم .

بدون حسابات منظمة ومسجلة بدقة، فإنه يصعب تحديد صافي الربح ويصعب ايضاً إدارة التدفق النقدي في المشروع، لذلك مهم جداً تنظيم الدورة المحاسبية وتسجيل الحركات المالية، لتتمكن من عمل القوائم المالية والتقارير المحاسبية.

والأهم من ذلك هو أن تتمكن من فهم هذه القوائم، وأن تتخذ قراراتك المالية بناء عليها. وهذا جوهر ما نقدمه لعملائنا في باي فلو. لنكون مستشارك المحاسبي والمالي، قم بحجز جلسة خاصة لتشخيص وضع منشأتك ومعرفة الخدمة الأنسب لك.