هل لاحظت هذا التناقض في أرقامك؟
تنظر إلى تقاريرك المالية، فتجد بند "المخزون" برقم كبير يرفع قيمة أصولك.
لكنك تنظر إلى حسابك البنكي، فتجده شبه فارغ، وتواجه صعوبة في سداد الرواتب أو دفعات الموردين.
أنت "غني" في الدفاتر، لكنك "فقير" في الكاش.
هذا هو الفخ المالي الذي يواجه الكثير من شركات التجزئة والتجارة. المشكلة ليست في نقص المال؛ المشكلة أن مالَك تحول إلى بضاعة مكدسة على الأرفف لا تتحرك.
نحن الآن في موسم "الجرد السنوي". بالنسبة للكثيرين، هو مجرد إجراء روتيني لعد البضاعة ومطابقة الأرقام. لكن بالنسبة لك كرائد أعمال، يجب أن تكون هذه العملية أهم من ذلك بكثير.
الجرد السنوي ليس مجرد عد؛ إنه عملية "إنقاذ للسيولة". إنه فرصتك الأخيرة لتحويل البضاعة الميتة إلى كاش قبل إغلاق السنة، بدلاً من ترحيلها كمشكلة إلى ميزانية 2026.
في هذا المقال، سنغير نظرتك للمخزون، لتنتقل من "إدارة البضاعة" إلى "إدارة النقد المجمّد".
المخزون: أصل أم عبء؟
لنتفق على قاعدة مالية: المخزون هو "فلوس مجمدة" حتى يتم بيعه.
طالما أن البضاعة جالسة في المستودع، فهي لا تفيدك. بل على العكس، هي تستهلك مواردك. كل كرتون في المستودع هو عبارة عن "رزمة فلوس" جمدتها بيدك، وحرمت شركتك من استخدامها في التسويق، أو التطوير، أو شراء بضاعة أسرع في البيع.
عندما تدخل مستودعك للجرد، لا تنظر للمنتجات كبضاعة. تخيل أن كل رف عليه رزم من الريالات المجمدة.
سؤالك يجب أن يكون: كيف أسيّل هذا الجليد وأرجع الفلوس لحساب الشركة؟.
التكلفة الخفية: تكلفة الاحتفاظ بالمخزون
لماذا يعتبر تكديس البضاعة خطيراً؟
لأن البضاعة الراكدة ليست مجرد مال واقف، بل مال يتناقص يومياً. هناك ما يسمى "تكلفة الاحتفاظ بالمخزون"، وهي مصاريف تأكل من ربحك دون أن تشعر:
- تكلفة التخزين: إيجار المستودع، الكهرباء، التبريد، ورواتب العمال. كل قطعة راكدة تأخذ مكاناً كان يمكن استغلاله لمنتج رابح.
- المخاطر: كلما زاد المخزون، زادت تكلفة التأمين، وزاد احتمال التلف أو السرقة.
- انتهاء الموضة أو الصلاحية: سواء كانت أغذية لها تاريخ، أو إلكترونيات وملابس تتغير موضتها. الاحتفاظ بها طويلاً يعني أن قيمتها قد تصبح صفراً.
- الأهم: الفرصة الضائعة: الـ 100 ألف ريال المجمدة في بضاعة بطيئة، كان يمكن استثمارها في بضاعة سريعة تبيعها وتشتريها 4 مرات في السنة وتربح منها أضعافاً. تجميد المبلغ يعني خسارة هذا الربح.
الجرد السنوي: كشف الحقائق
لماذا يجب أن تهتم بالجرد بنفسك؟ لأنه العملية الوحيدة التي تكشف لك واقع الشركة بعيداً عن الأوراق.
الجرد يكشف لك:
- الأصول الوهمية: بضاعة مسجلة في النظام بـ 50 ألف ريال، لكنك تجدها تالفة أو مكسورة. هذه خسارة وليست أصلاً. استمرارك في تسجيلها يضللك ويرفع زكاتك بلا داعٍ.
- النقص (العجز): الفرق بين "العدد في الكمبيوتر" و"العدد في الرف". هذا قد يكشف لك سرقات أو أخطاء في التسليم، ويجب معالجتها فوراً.
- البضاعة الميتة: منتجات لم تتحرك منذ سنة. وجودها في الجرد تذكير لك بأنك اشتريت خطأ، ويجب ألا تكرره.
خطة ديسمبر للتسييل (تحويل البضاعة لكاش)
الآن، كيف تستفيد من الجرد؟
لا تكتفِ بتسجيل الأرقام. استخدم بيانات الجرد لتقسيم بضاعتك إلى ثلاث فئات واتخاذ قرارات فورية:
1. الفئة (أ) - المخزون السليم:
البضاعة التي تباع باستمرار وتجلب الكاش.
- الإجراء: حافظ عليها وتأكد من توفرها دائماً.
2. الفئة (ب) - المخزون بطيء الحركة:
البضاعة التي تتحرك ببطء.
- الإجراء: هذا جرس إنذار. لا تنتظر حتى تتوقف تماماً. اعمل عروضاً (Bundles)، أو خصومات للكميات. الهدف هو استعادة رأس مالك بسرعة.
3. الفئة (ج) - المخزون الميت:
البضاعة التي لم تتحرك منذ عام، أو موديلات قديمة.
- الإجراء: التخلص الفوري. نعم، القرار صعب. لكن بيعها بسعر التكلفة أو حتى بخسارة، أو بيعها كـ "ستوكات" لتجار التصفية، أفضل لك.
- القاعدة: "خسارة قريبة خير من مكسب بعيد لن يأتي". أن تستعيد 50% من الكاش اليوم وتستثمره في بضاعة رابحة، أفضل من دفع تكاليف تخزين وزكاة على بضاعة ميتة.
كيف تساعدك "باي فلو"؟
في "باي فلو"، لا ينتهي دورنا عند تسجيل القيود. نحن نساعدك على فهم أرقامك.
مشكلتك ليست في "العد"، مشكلتك في غياب المؤشرات الحقيقية.
نحن نساعدك على حساب "معدل دوران المخزون" لكل صنف بدقة. هذا المؤشر يخبرك:
- متى تشتري؟
- كم تشتري؟
- ومتى تتوقف فوراً عن الشراء؟
نحول الجرد من "عملية عد" إلى "عملية تحليل". نكشف لك المنتجات التي تجمد سيولتك، والمنتجات التي تضخ الكاش، لتتخذ قراراتك لعام 2026 بناءً على بيانات دقيقة .
الخلاصة: حرر أموالك الآن
السنة تقترب من النهاية. لا تسمح للبضاعة الراكدة بالانتقال معك للسنة الجديدة.
الجرد السنوي هو فرصتك لتنظيف مستودعك، وتنظيف ميزانيتك من الأصول الوهمية، والأهم: توفير السيولة النقدية التي تحتاجها للنمو.
انظر لرفوفك اليوم بنظرة مختلفة. هذا ليس مجرد كرتون؛ هذا وقود مشروعك ويحتاج لمن يحرره.
هل أنت مستعد لتحويل المخزون الراكد إلى سيولة؟
تواصل مع فريق "باي فلو" اليوم. دعنا نساعدك في تحليل تقارير مخزونك، ووضع خطة لتسييله، لتبدأ عام 2026 بميزانية نظيفة وسيولة قوية.
